في سبتمبر الماضي من عام 2022، تولى مارسيل كولر مهمة المدير الفني لدى النادي الأهلي بعد موسم مخيب للآمال، حيث انهى الدوي في المركز الثالث بجانب خسارته المدوية من الزمالك في نهائي كأس مصر، إضافةً الى خسارة النهائي الإفريقي على يد الوداد المغربي في كازابلانكا. ليخرج الأهلي من الموسم الماضي خالي الوفاض دون تحقيق اي بطولة لأول مرة منذ 18 عام.
تعاقب على الأهلي في ذلك الموسم 3 مدربين، وهم بيتسو موسيماني وسامي قمصان وريكاردو سواريش، حيث اثر تغيير الطاقم الفني المستمر على اداء اللاعبين بجانب شعورهم بالإجهاد بعد وباء تلاحم المواسم التي تعاني منها الكرة المصرية في السنين الأخيرة. كان من الواضح للجميع ان مستوى اللاعبين فردياً وجماعياً في انهيار مستمر، دون ان ينجح اي مدرب من الثلاثة الذي مروا على الأهلي في الموسم الماضي ان يحلوا المشكلة جزرياً. فكيف حل مارسيل كولر تلك المشاكل؟ وكيف اعاد للأهلي بريقه الذي افتقده في عام 2022؟.
اولاً: التجهيز البدني
جلب كولر المعد البدني الخاص بجهازه الفني معه للأهلي، وبدأ تيزيان اندريس أندويا العمل مباشرةً على الحالة البدنية لدي لاعبي الأهلي، وكان الإنطباع الأول لدى لاعبي القلعة الحمراء ايجابياً للغاية، حيث رأى لاعبي الأهلي ان عملية التنسيق مع الجهاز الطبي مرت بسلاسة، وابدى اللاعبين اعجابهم الشديد للأحمال البدنية والجرعات التدريبية التي خاضها الفريق استعداداً للموسم.
ثانياً: الإعداد التكتيكي
اصطحب كولر معه المدرب المساعد هارلد جامبيرل ومحلل الاداء التونسي ياسين الميكاري لكي يعاونوه في الأمور التكتيكية وعلاج نقاط الضعف واستغلال نقاط القوة لدى الفريق. يقوم ياسين الميكاري بدراسة الخصوم بجانب تحديد اخطاء اللاعبين الذي ارتكبوها خلال اللقاءات الذي يخوضونها طوال الموسم. وطلب كولر زيادة عدد محللين الاداء داخل النادي بعد مواجهة صن داونز في القاهرة، حيث يمتلك صن داونز 24 شخص يعملون داخل الطاقم الفني لدى الفريق، وهو ما يريد ان يستنسخه كولر في الأهلي. لهذا السبب، طلب كولر من ادارة الأهلي محلل اداء إضافي، وحاولت ادارة الأهلي جلب موسى ماتلابا معاون بيتسو موسيماني لكن لم تكتمل المفاوضات.
ثالثاً: الإعداد النفسي والذهني
بتاريخ 5 مارس من عام 2023، ضم الأهلي الدكتور النفسي أحمد ابو الوفا الى جهازه الفني بطلب من مارسيل كولر، بهدف زيادة كفاءة تأهيل اللاعبين نفسياً قبل المواجهات بجانب الى تجديد الدوافع والتعامل مع الضغوطات بشكل افضل. وفي مراحل الحسم، جاء دور المعد النفسي حيث كلفه كولر عقد جلسات فردية وجماعية مع اللاعبين قبل خوض مباراة الذهاب من نهائي دوري ابطال افريقيا امام الوداد لكي يدخلوا اللقاء بذهن صافي وبحالة نفسية افضل. اما قبل لقاء العودة، فتطرق أحمد ابو الوفا الى تشغيل هتافات جمهور الوداد على مكبرات صوتية خلال تدريبات الأهلي لكي يتأقلم لاعبيه على الأجواء الصعبة التي يخلقها جمهور الوداد في مركب محمد الخامس.
على مدار موسم كامل، لم ينتهي بعد، غير كولر طريقة لعب الأهلي اكثر من مرة، وشهدنا اسماء تدخل التشكيل الأساسي وتخرج منه مراراً وتكراراً، وهو ما كان يفتقده الأهلي مع بيتسو موسيماني، حيث كان نادراً للجنوب افريقي ان يداور بين اللاعبين لإراحتهم، مما عجل من عملية انهاكهم بدنياً، واثر بالسلب على المستوى الفردي لدى بدلاء النادي الأهلي. بدأ مارسيل كولر مشواره مع الأهلي باللعب بطريقة "4-2-3-1" بالإعتماد على برونو سافيو في مركز الرقم 10، وثنائي ارتكاز يتغيربين ديانج وحمدي فتحي والسولية. طور السويسري كثيراً من اداء كريم فؤاد، واعاد اكتشافه في مركز الجناح الأيمن بدلاً من حسين الشحات الذي كان يمر بفترة هبوط في المستوى.
ولكن بعد انتهاء الانتقالات الشتوية واصابة كريم فؤاد بالرباط الصليبي، بجانب الى عودة بيرسي تاو من الإصابة، اعتمد كولر على شكل ال"4-3-3" بوجود حمدي وديانج بجانب الوافد الجديد مروان عطية، وثلاثي الهجوم يتكون من الشحات وتاو وكهربا الذي تم رفع الإيقاف عنه. وسرعان ما اثبتت تلك المجموعة كفائتها؛ نجح كولر في ايجاد توليفة تناسب عناصر الأهلي خاصةً حمدي فتحي والزيادة العددية الذي يقدمها من خط الوسط، ظهور الشحات في مركز الجناح الأيسر لأول مرة مع الأهلي ودخوله للعمق مما يعطيه سهولة انهاء الكرة في المرمى، ووجود مروان عطية في وسط الميدان يقوم بدور "الريجيستا" في وسط ميدان الأهلي وُيحدِث عملية الربط بين الدفاع والهجوم بجانب الاعتماد على انطلاقات ديانج في فك ضغط الخصوم.
حتى الآن، حصد مارسيل كولر على 4 بطولات مع الأهلي، متساوياً مع الان هاريس، محمد عبده صالح الوحش، وراينر تسوبيل فقط في اول موسم له مع القلعة الحمراء. حتى الآن لعب مارسيل كولر 47 مباراة مع الأهلي فاز في 34، تعادل في 9، وهزم في 4 فقط امام ريال مدريد وفلامنجو والهلال وصن داونز، سجل 88 واستقبل 28 وفشل في التسجيل في 4 لقاءات فقط. ارقام توضح السيطرة والهيمنة والنجاعة الهجومية الذي يتمتع بها الأهلي منذ قدوم مارسيل كولر، بالرغم من حاجة الفريق الملحة في رأس حربة صاحب جودة افضل من المتواجدين داخل الأهلي حالياً.
